يتم التشغيل بواسطة Blogger.

جاسوس فوق العادة

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : | 0 التعليقات
 
 
عندما نشر جوليان أسانج الوثائق والمراسلات السرية  للحكومة الأميركية، وملايين الرسائل الدبلوماسية التي كانت تبعثها دوريا سفارات واشنطن حول العالم، أدركت المعنى الحقيقي لعبارة "سفير فوق العادة" التي كانت تثير فضولي في الصغر عندما أسمعها في مستهل نشرات أخبار تلفزيوننا العتيق.


إلا أن فضولا من نوع آخر قادني للبحث في موقع ويكيليكس عن ما نشر مثلا عن موريتانيا أو مسؤوليها من لقاءات وأحاديث ظنوا – ربما لسذاجتهم أو لنقل طيبتهم – أنها ستبقى طي الكتمان، فحيطان السفارة الأميركية لا آذان لها، والمضحك أننا اكتشفنا اليوم أنها آذان كلها.

كمُ الوثائق التي تتعلق بموريتانيا كان أكبر بكثير مما توقعت، وإن كان لا يقارن بعدد الوثائق المتعلقة ببلدان إفريقية وعربية أخرى -جريا على عادة كيل أنفسنا بمكيال الدول المجاورة- وتراوحت بين مراسلات دورية عن الوضع في البلاد وأهم القضايا التي تثير الرأي العام، وأسماء وانتماءات طالبي تأشيرات دخول بلاد الأحلام.

الملفت للنظر أن الوثائق المسربة حملت من المعلومات والأرقام الموثوقة أكثر مما نشرته صحافتنا خلال العقدين الماضيين، وأبانت أن التقرير الدوري لسفير الولايات المتحدة الأميركية في نواكشوط  أكثر إحاطة بشؤون المواطن وهمومه من تقارير وزير الداخلية عن "الحالة في الداخل" التي يعرضها أسبوعيا في مجلس الوزراء. بل أكثر من ذلك يبدو أن السفارة فكت شيفرة التركيبة المجتمعية وتاريخ السلالات العرقية المختلفة في موريتانيا، بل قد تكون توصلت للخارطة الجينية للإنسان الموريتاني، لكن عيون أسانج لم تصل إليها!
 
بالأمس قرأت مقالا لناقد سينمائي عن أهم المميزات التي جعلت فيلم "المواطن 4" الذي يحكي قصة الجاسوس الأميركي الفار إدوارد سنودن، يفوز بجائزة الأوسكار، ومن ضمن ما قاله أن قدرة المخرجة على نقل الرهاب والقلق الذي يعيشه سنودن للمشاهد، وكيف أنه حرص خلال التصوير على فصل كل أجهزة الاتصالات حتى الهاتف الأرضي ليقينه أن المخابرات الأميركية قادرة على التنصت عليه من خلال أي جهاز اليكتروني، ربما يكون عاملا مهما لفوز الفيلم. بعد انتهائي من القراءة تذكرت أن الحائط الشرقي لسفارة الولايات المتحدة الأميركية ملاصق لغرفة نوم تعاقب عليها رؤساؤنا منذ عهد الرئيس المؤسس، طيب الله ثراه، مرورا بالنقيب والمقدم والعقيد، ولا شك أن الجنرال لم يغير موضع وسادته، ولك أن تتخيل التسريبات التي يمكن أن تبثها قناة "مكملين" لو ،لا قدر الله، وقعت بين يدي منتجيها فضائح ساستنا النيام.

 

 

 



0 التعليقات :

تصميم وتطوير منتديات سامي