يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الباركود البـشري

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات



كم حيرتني هذه الخطوط السوداء المتوازية التي نراها في كل مكان تقريباً ولا يسلم منها كبير ولا حقير من السلع، بدءاً من السيارة حتى “البُرغي” مروراً بحفاظات الأطفال ومحارم الحمامات، وكم شدني الفضول لمعرفة السر الكامن في هذه الشريحة السحرية التي يمررها بائع السوبر ماركت على قارئ اليكتروني بحركة خاطفة تكفي ليطلع على سيل من البيانات، كاسم السلعة وثمنها وكميتها في المخازن وبلد منشائها وتاريخ الصلاحية ومعلومات أخرى لا حصر لها.


سبحان الله.. أيعقل أن تختزل هذه الخطوط البسيطة كل هذه المعلومات!؟ ماذا لو لم يتوصل العلم لهذا الاختراع؟ ربما سأبقي ليومين أو ثلاثة في طابور المشترين وأنا أحمل علبة الجبنة في انتظار دوري!. تساؤلات كثيرة تجول في خاطري يومياً وأنا أنظر لهذه الخطوط الغريبة، وغالباً ما أتجاهلها ربما لقصور فكري عن إستكناه خباياها، أو لأنني “مش ناقص وجع راس” فللبال ما يشغله من عظائم الأمور.
 
بالأمس استعنت بجهينة عصرنا “غوغل” لأعرف ماهية هذه الخطوط التي يطلق عليها ( البار – كود )، لأكتشف أنها عبارة عن مجموعة من الأرقام والخطوط ذات سماكات مختلفة، كان أول استعمال لها عام 1932 وتطورت لتصبح بشكلها الحالي عام 1974 حين تم استخدامها لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية في متجر بولاية أوهايو، حيث ثبت هذا الكود على علبة علكة بنكهة العرقسوس، ونظرا لأهمية هذه الخطوة فقد تم حفظ هذه العلبة في متحف أمريكا التاريخي ( سميثو نيان ).
 
ظننت بأن هذه المعلومات ستكبح فضولي وتروي عطش تساؤلاتي، إلا أنها ” بيني وبينكم” دفعتني للتفكير في اختراع جديد اسمه “البار كود البشري”، اختراع بسيط الفكرة عظيم الفائدة، سيجنب الإنسانية الكثير من “المقالب” التي “نأكلها” كل يوم من أشخاص يتقمصون صفات كاذبة، ويتمظهرون بمظاهر خادعة.
وسينتهي بظهور “إختراعي” هذا عصر جوازات السفر وبطاقات الهوية وبطاقات الائتمان والضمان الصحي ورخصة القيادة وربما النقود الورقية والسير الذاتية، لأن كل هذه المعلومات ستكون موجودة على معصم الشخص من خلال بار كود مجهري بإمكان أي كان قرأته في أي وقت بواسطة هاتفه المحمول.
 
ولن تعود هناك حاجة لمعسول الكلام ورتيب العبارات الرنانة للتعارف بين اثنين، فبواسطة نظارات خاصة - سأوصي بصنعها لاحقاً- ستعرف الفتاة البريئة أن هذا الشاب حسن الهندام فائح العطر ليس سوى ذئب بشري يتحين الفرص للانقضاض على فريسته كما تشهد بذلك سوابقه المسجلة على البار- كود الموشوم على جبينه.
أرأيتم كيف يمكننا أن نطوع التكنولوجيا؟.. أرجو ألا يسرق أحدكم فكرتي، وإن فعل فكلكم شهود على أني أول من فكر في هذا الاختراع العجيب.أو للأمانة أول من دوّن فكرته.


0 التعليقات :

تصميم وتطوير منتديات سامي