أوقفت مجموعة الأم بي سي برنامج الشيخ سلمان العودة 'الحياة كلمة' الجمعة الماضي، عقب تعرضه للثورة في مصر وتونس وتداعياتها المحتملة؛ وانتقاده للطريقة التي تعاطت بها السلطات المحلية السعودية مع كارثة السيول والأمطار الغزيرة التي اجتاحت مدينة جدة للسنة الثانية على التوالي.
انتقاد الشيخ العودة للاعلام المحلي في إحدى حلقات البرنامج، وتأكيده بأن الاعلام في بلاده يحتاج إلى المزيد من الحرية، ربما أثار حنق حماة سياسة تكميم الأفواه.
حيث قال الشيخ العودة على صفحته بتويتر إنه أبلغ بقرار وقف البرنامج من دون ذكر الأسباب، مضيفاً : " ربما كان السبب ما جاء في الحلقتين السابقتين عندما تحدثتُ عن أحداث مصر وتونس وسيول جدة، لقد بلغني أن القرار مرتبط بوزارة الإعلام، وقد أُبلغت بوقف البرنامج بشكل نهائي".
ونفى الشيخ تعاقده مع القناة، وأكد أنه لم يتقاضَ أي مبالغ مالية، كاشفاً أن لديه خيارات وعروضاً عديدة من قنوات أخرى لعرض البرنامج، سيدرسها ويمحصها على مهل.
وزير الاعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة نفى صلته بإيقاف برنامج الحياة كلمة، مدعياً أن لا سلطة له على مجموعة إم بي سي !.
وزير الاعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة نفى صلته بإيقاف برنامج الحياة كلمة، مدعياً أن لا سلطة له على مجموعة إم بي سي !.
المضحك أن مجموعة 'إم بي سي' نفسها قالت إن سبب المنع لا يتعلق بآراء طرحها الشيخ العودة في آخر حلقة من البرنامج، بل يعود إلى التغطية "الشاملة" التي تقوم بها المجموعة لأحداث مصر، خصوصا قناتي "العربية" و"إم بي سي1"، إضافة إلى زيادة مدة برنامج المنوعات "إم بي سي في أسبوع" الذي يلي برنامج "الحياة كلمة" في مسطرة العرض !!.
لا داعي طبعاً لتفنيد هذا العذر، فلا تغطية العربية لأحداث مصر يمكن وصفها بالشاملة، ولا أظن أن نسبة مشاهدة برنامج أم بي سي في أسبوع تدعو إلى زيادة مدة عرضه.
الدكتور سلمان العودة أكد في الحلقة المشار إليها من برنامج "الحياة كلمة" أن حالة مصر وتونس قد لا تقتصر عليهما فقط، لأن حاجات الإنسان وتطلعاته وأشواقه ومطالبته بالحقوق وتنامي وعيه وإحساسه تشير إلى أن الإنسان واحد في أي بلد كان، مفنداً الاعتصام بالخصوصية أو اعتقاد أن لكل بلد ظروفه التي أدت إلى ما أدت إليه الثورة في هاذين البلدين.
ونوه العودة إلى حاجة بلدان عربية أخرى إلى أن تقتبس من تجربة تونس ومصر، متسائلاً عن لماذا لا يبادر العرب في كل بلادهم بالثورة عليها بشكل صحيح؟، بحيث يتم تصحيح الأوضاع، ونشر العدالة، وإعطاء الناس الحريات، وترتيب الأولويات، وإقالة مسئولين إذا كانوا يتحملون أخطاء معينة.
برنامج الحياة كلمة انطلق منذ عام 2005، كبرنامج دعوي اجتماعي يتناول الكثير من القضايا والأمور الحياتية التي تحتل مساحات من أحاديث الناس، ويطرح خلاله الدكتور العودة بعض الحلول في إطار مبسط يقرب الكثير من المفاهيم والمبادئ؛ التي تساند السعي نحو التغيير للأفضل، وجلب البرنامج للأم بي سي الكثير من المشاهدين المنتمين لفئات فكرية واجتماعية لم تكن "تحلم" باجتذابها، واصر الشيخ العودة على بث برنامجه حصرياً على ذات القناة التي تنتج برامج "هي وهو" و"القوة العاشرة" وغيرهما، في خطوة ذكية تحسب للشيخ الوسطي الذي يعلم جيداً أن السبيل للتغيير نحو اعلام راقٍ لابد أن يكون بمحاربة الاعلام "الهابط" في عقر داره.
مواقع الكترونية وبعض المجموعات على الفيسبوك تحدثت عن مساع تقوم بها الجزيرة للتعاقد مع العودة وبث برنامجه على إحدى قنواتها، فهل سنرى قريباً "الحياة كلمة" يزاحم "الشريعة والحياة" على الجزيرة ؟ ..ربما.