يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الرجولة.. شوارب!؟

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات

اقرأ معي هذا الخبر.. " اضطر رجل سعودي في الخمسين من عمره إلى حلق شاربه ليتمكن من تقبيل حفيده الأول، بعد أن أكد والد الصغير أن شارب الجد يترك أثراً على وجنة الحفيد ويصيبه بالقشعريرة !. توجه الجد إلى الحلاق وطلب منه تقصير شاربه الذي لامسه المقص لأول مرة في حياته !، وتعهد الجد لابنه بالمداومة على قص شاربه في كل مرة يزورهم فيها ليقبل حفيده "براحته" !!"، انتهى الاستشهاد، لكن لا تضحك عزيزي فهذا الخبر يدعو للبكاء رغم طرافته البادية.
ودعنا نتساءل عن السبب الذي جعل من بضع شعيرات تنبت طبيعياً بين الأنف والفم رمزاً من رموز الرجولة والقوة والهيبة في مورثونا الجماعي نحن العرب - بعاربنا ومستعربنا- ولا يصح المساس بها أو تشذيبها لأي مبرر كان - لأنه.. عيب - فالرجولة عندنا شوارب، تماماً مثلما الديمقراطية عندنا شعارات، والحرية الإعلامية افتتاحيات صحف وأنشطة زعيم، والمشاريع الكبرى حفل تدشين، والوحدة العربية نشيد مدرسي، والعدالة لوحة زينة معلقة فوق رأس القاضي في المحكمة، وتحرير القدس مقاطعة كوكا كولا ليومين!!.


في أحيان كثيرة أتساءل هل الشعوب الأخرى تعيش على الرموز كما نحن؟، أم أننا تميزنا بهذه الخصلة ومن حقنا إضافتها لمناقبنا الكثيرة التي توارثناها عبر الأجيال، من قرىً للضيف وشهامة في النفس وتكافل أسري؟، أليست هذه الميزة تعبر عن اختلافنا عن الآخر حتى ولو كان هذا الاختلاف سلبياً؟. فنحن بكل فخر أصحاب الشوارب المعقوفة والشعارات الخالدة والكلام الرنان والخطابات العصماء، ومن يروم مجاراتنا مهزومٌ مهزومٌ مهزوم.


أليس مجرد احتفاظنا بالشوارب الكثة في وجه موجة الدعايات التجارية للوجه الرجالي الناعم، و"الماكينة أم ثلاث شفرات" إنجاز خالد؟، ويمكن القول وبكل تواضع أنه نوع من أنواع المقاومة الثقافية والصمود الفكري في وجه حملة التغريب الرهيبة التي تستهدف موروثنا التقليدي وحضارتنا التي لن نرضى بها بدلاً، وحتى إن لبسنا البنطلون الجينز والتي شيرت بلا أكمام فشواربنا ستبقى ماثلة في عين العدو إلى أبد الآبدين.


أتذكر في هذا المقام حكاية طريفة سمعتها من جدتي – نحن أيضاً أمة الحكايات – عن رجل بدوي يفتخر دوماً بأن شاربيه أكث وأغزر من شوارب كل رجالات الحي وحتى الأحياء الأخرى المجاورة، وفي إحدى الليالي هاجمت عصابة من اللصوص خيام الحي ولم تبقي فيه زرعاً ولا ضرعا، وسبت النساء وساقت الحيوانات وأحرقت البيوت، وفي اليوم التالي وحين أتى بعض القوم لنجدتهم لم يجدو سوى صاحبنا "أبو شوارب" واقفاً شبه عاري بين الأطلال، أقترب أحدهم وقال متهكماً : " أهم شي أنك عايش وشواربك في محلهم!!"، فأجابه بنبرة عز وكبرياء :"وحياة شواربي لو أنهم لمسو شعرة واحدة منه لوصلت الدماء للركب، المال والعيال يعوضان لكن الكرامة لا تعوض !!".
بالأمس أعلن من لبنان عن تحقيق "إنجاز" عربي جديد بعد أن استطاعت مجموعة من الطهاة تحضير أكبر طبق حمص في العالم بعد أن هبَّت عدة شركات محلية ورجال أعمال معروفون وخصصت الكثير من الأموال لسحب هذا الرقم العالمي المسجل في موسوعة جينيس للأرقام القياسية باسم إسرائيل، والمجموعة ذاتها بصدد تحضير صحن تبولة عملاق وصحن كبة وصحن فتوش ومن المقرر أن تكون هذه الأطباق العملاقة من الضخامة بحيث يصعب على أيٍ كان مجرد التفكير في تحطيم أرقامنا العربية التي ستخلد في ذات الموسوعة إلى جانب اختراعات توماس أديسون وإنجازات فلمنج وباستور...!!
ممممممممم بالهنا يا عرب !


0 التعليقات :

تصميم وتطوير منتديات سامي