يتم التشغيل بواسطة Blogger.

لسنا حمقى لهذا الحد..يا جنرال!

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات


ضحكت كما لم أضحك من قبل وأنا أستمع لتصريحات الجنرال ولد عبد العزيز- قائد انقلاب السادس من أغسطس الماضي – التي أدلى بها في فقرة ضيف المنتصف وبثت على قناة الجزيرة الخميس الماضي، فقد علل الجنرال المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها موريتانيا – التي يناهز عدد سكانها 3 ملايين نسمة وتمتلك ثروات طبيعية هائلة – بكثرة رحلات الرئيس السابق وزوجته للخارج!. 

لا أدري أضحكت على الجنرال الراعي أم على الشعب الرعية؟ فمهما وصلت بنا السذاجة لا يمكن أن نصدق أن رئيساً لم يحكم البلاد إلا لـ 15 شهراً حكماً صورياً، يتحمل المسئولية الأولى كما يدعي الجنرال عن تفشي الفساد وسوء الإدارة في موريتانيا التي لم تكن يوماً مثالاً يحتذى في الشفافية، بل إنه السبب كما قال ولد عبد العزيز في ارتفاع أسعار السلع الرئيسية وتزايد أحياء الصفيح وتفشي الأمراض، وربما لو أتيح له الوقت لحمَّله المسئولية عن سوء الأحوال الجوية وقلة التساقطات المطرية العام الماضي!.



زهايمر الشعوب 



خلال زيارة لولد الطائع لإحدى الولايات الشرقية قبل سنوات، فوجئ حرسه الخاص بأحد المواطنين يلوح بين الحشود المستقبلة للرئيس بصورة لسلفه ولد هيدالة، وبعد استجوابه والتنكيل به، قال ببراءة إنه ما حمل هذه الصورة معارضةً للرئيس ولا تعبيراً عن شجب سياساته البغيضة آنذاك، بل لأنه لم يعلم أن ولد هيدالة أطيح به قبل سبع سنين من ذلك اليوم، وعلى أي حال – أضاف المواطن المسكين – أعطوني صورة للرئيس الجديد وتنتهي المسألة.

تذكرت هذه الحادثة وأنا أتابع أخبار الجنرال "المنقذ بأمر الله" وزياراته لأحياء الفقر والبؤس المحيطة بالعاصمة، وخلال تجواله في البلاد شمالاً وجنوباً واعداً بالنماء والازدهار، ومذكراً بأن سلفه "الشيخ السبعيني المؤتمن" هو من أهلك الحرث وأباد النسل، ولولا سياسات حكومته المتخبطة لكانت موريتانيا اليوم عضواً تاسعاً في مجموعة الثمان الكبار!!



لسنا حمقى!!



الشعب الموريتاني مسالم بالفطرة، وغالباً ما تقوده هذه الخصلة – السيئة أحياناً – إلى تصديق وعود كاذبة وخطب سرابية، إلا أنه ليس شعباً أحمق. فكل موريتاني يعلم يقيناً أن الرئيس المحتجز في بيته اليوم لم يكن له من الأمر شيء منذ قدومه من أدغال النيجر وترشيحه للرئاسة، وحتى تنحيته في أغسطس الماضي.

فالجنرال وأعوانه هم من دعم ترشيحه ـ من فوق الطاولة ومن تحتها – وهم من كان يحرك خيوط الدمية، وما المسرحية البرلمانية رديئة الحبكة والانقلاب الذي أعقبها إلا غضبة سيد على مولاه الذي رام في ليلة مشئومة تحريك القيد وخلخلته.

قديماً قيل بأن الشعوب تنسى تنكيل المستبدين بسرعة، لكن لا أظن أن الشعب الموريتاني سينسى هؤلاء، إلا إذا كانت الانقلابات المتعاقبة وشظف العيش ونكبات السنين قد أصابته بفقدان الذاكرة، مع أن ملامح القوم عصية على النسيان.


0 التعليقات :

تصميم وتطوير منتديات سامي