
تعرضت مؤخراً مواقع إخبارية موريتانية للتخريب من طرف مجهولين ما أدى لاحتجاب أثنين منها – صحراء ميديا وأنباء - لعدة أيام، وكانت الساحة الإلكترونية قد شهدت بروز العديد من المواقع الإخبارية الجديدة منذ الانقلاب الأخير، وغدا تصفح الإنترنت عادة يومية أدمن عليها غالب الموريتانيين باختلاف أرائهم السياسية ومستوياتهم الثقافية.
موقع أنباء الإلكتروني كان أول المتضررين من هذه الحملة، حيث تعرض مقره للتخريب من مجهولين تمكنوا من الاستيلاء على أجهزته وحجبوه عن التصفح لعدة أيام، وتزامنت هذه العملية مع إعلان الموقع – الذي يعتبر أحد المواقع الجديدة - على صفحته الرئيسية عن نشر سلسلة حلقات تكشف أسرار خاصة وفضائح مدعمة بالأدلة والصور لقيادات ومسئولين كبار على صلة بالمجلس العسكري الحاكم.
الهدف الثاني لـ "الهاكرز الإنقلابيين" كان موقع صحراء ميديا أحد أكبر المواقع الإخبارية المحلية وأكثرها زيارة، حيث تعرض قبل أسبوعين لاختراق إليكتروني أدى لتعطيل في نظامه واختلال في ترتيب مواده مما قاد في النهاية إلى حجبه عن الشبكة الإلكترونية بشكل كامل والحيلولة دون الوصول إليه عن طريق عنوانه المعتاد.
وكشف البيان الذي أصدره القائمون عليه أن الموقع سبق أن تعرض لمحاولتين فاشلتين خلال الشهرين الماضيين استطاع منفذوهما تغيير الرمز السري للموقع، لكن سرعان ما تم إحباطهما من طرف الفنيين بعد اكتشاف هذه المحاولات في وقت مبكر، وتم التغلب على الإعطاب الناجمة عن هاتين المحاولتين.
وأكد البيان أن القائمين على موقع صحراء ميديا بعد بحث فني دقيق بشأن ما تعرض له الموقع اكتشف صلة جهات داخلية لم يذكرها بعملية التخريب هذه وحملها مسؤولية كل المحاولات الفاشلة السابقة، واصفاً المسئولين عن هذه الأضرار بالمتآمرين على الكلمة الحرة في موريتانيا، يذكر أن الموقع الذي أطلق في سنة 2002 يحسب على الجبهة المعارضة للانقلاب، ومن الغريب أنه بالدخول للعنوان القديم للموقع حالياً تظهر صفحة بالعبرية لموقع إسرائيلي!!.انقسام السياسيين والأحزاب إلى فسطاطين أحدهما معارض للانقلاب مناوئ لقادته والآخر مؤيد له واصفاً إياه بالحركة التصحيحية، والتطورات المتسارعة التي يشهدها الوضع السياسي المتأزم منذ ثلاث أشهر في البلاد والتي تعجز الصحف المطبوعة عن مواكبتها، والترقب لمعرفة ما يخبئه شروق شمس يوم جديد من مفاجآت لهم، كلها عوامل ساعدت في رواج المواقع الإخبارية المهتمة بالشأن المحلي الموريتاني. وحولت البعض منها بشكل غير معتاد محلياً إلى ساحات لتبادل الاتهامات والتراشق بالشتائم والعبارات النابية.
موقع تقدمي أحد هذه المواقع التي تحولت إلى ما يشبه صحف التابلويد الصفراء التي تنشر فضائح المشاهير وتركز على الأخبار المثيرة بغض النظر عن مصداقيتها، حيث أشتهر الموقع – المحسوب أصلاً على التيار اليساري – مؤخراً بالسجالات الحادة التي بات مسرحاً لها بين مؤيدي انقلاب السادس من أغسطس ومعارضيه، ولإذكاء جذوة هذا السجال ترك القائمون على الموقع الحرية لنشر تعليقات القراء التي لا يخلو أغلبها من عبارات غير لائقة.
رغم هذا توجد مواقع إخبارية رزينة حاول القائمون عليها التزام الموضوعية والحياد في نقل الخبر رغم ميول أصحابها لهذا الطرف أو ذاك كموقع الأخبار الإسلامي وأخبار نواكشوط المحسوب على النظام الحالي.
وأياً كان المسئول عن هذه الهجمات التي تعرضت لها بعض المواقع الموريتانية، وبغض النظر عن الدوافع والأيدي الخفية في الظلام، إلا أن هذه الظاهرة الجديدة على الساحة المحلية تعتبر دليلاً على مستوى التأثير الكبير الذي باتت تمثله الصحافة الإلكترونية على مجتمع كان إلى وقت قريب بعيداً عن الشبكة العنكبوتية وتعقيداتها.