
جمهورية الانقلابات هي الاسم المناسب الذي يمكن إطلاقه اصطلاحاً على الجمهورية الإسلاميةالموريتانية التي هي باختصار موقع جغرافي متأخر في خارطة العالم العربي ونسيج اجتماعي معقد يتكون من إثنيات عربية إفريقية لا يربطها سوى الدين الإسلامي ووحدة المصير. ومما لاشك فيه أن هذه المتناقضات كان لها بالغ الأثر في مصير هذه البلاد التي لم تكن توجد على الخارطة كدولة قبل 48 عاماً.
الكرسي المهزوز
شهدت موريتانيا خلال هذا العمر الفتي نسبياً سبعة رؤساء وعشر انقلابات وخمس محاولاتفاشلة لزعزعة الحكم، واعتاد أهالي نواكشوط – العاصمة التي تفتقر لأبسط مقومات الحياةالمدنية رغم ثروات البلاد العديدة – على النوم تحت قيادة الرئيس العقيد فلان، لتشرق شمس اليوم الجديد على حاكم جديد هو الرائد عِلان – قبل أن يدخل الجنرالات في القائمة -، ولعل طيبة الشناقطة التي توارثوها منذ أجيال ونزعتهم المسالمة ساعدت في استمرار سلسلة الانقلابات (الحمقاء) طيلة هذه السنين.
البيان رقم 1..عاشر مرة !
أصدر أول (بيان رقم 1) في العاشر من يوليو عام ألف وتسعمائة وثمانية وسبعين حين انقلب الجيش الموريتاني على الرئيس المؤسس المختار ولد داداه، وتواصلت بعد ذلك سلسلة انقلابات متتالية طوال العقدين الماضيين تداول خلالها جمع من الضباط زمام السلطة، وبرغم كون هذهالانقلابات تشترك في أن أغلبها تم بطريقة سلمية ومن دون إراقة للدماء – باستثناء محاولة الثامن من يونيو 2003 – إلا أنها أيضاً تسببت مجتمعة في عرقلة الحركة التنموية لموريتانياالتي تعاني من الكثير من المشاكل الاقتصادية ويقبع نصف سكانها تقريباً تحت خط الفقر.

انقلاب الأمس
بغض النظر عن حيثيات انقلاب الأمس الذي أزاح فيه الحكام الفعليون للبلاد اللثام عن وجوههمبإسقاط الرئيس المنتخب ولد الشيخ عبد الله – الذي لم يكن له من الأمر شيء – فمن غير الواضح ما سيطرحه القادة الجدد القدماء كبديل عن رئيس منتخب ديمقراطياً أمام الشعب والرأي العام العالمي، كما أن وضع البلاد وكل هيئاتها الإدارية بات في مهب الريح، وأمام بلاد السيبة– كما كانت تعرف سابقاً – مستقبل حالك الملامح.
