يتم التشغيل بواسطة Blogger.

من سينتصر البيادق أم الملك؟

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات


اعترف الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله بشكل صريح ولأول مرة بدعم المجلس العسكري - الذي كان يحكم البلاد إبان الفترة الانتقالية - لترشحه أثناء الانتخابات الرئاسية، وهو ما كان ينفيه مراراً. وفي برنامج "لقاء خاص" الذي بثته قناة الجزيرة - بالتزامن مع الذكرى الثالثة لإنقلاب الثالث من أغسطس الذي اطاح بنظام ولد الطايع - قال ولد الشيخ عبدالله أن من بين الضباط الذين ساندوه خلال الانتخابات الرئاسية، الجنرالين محمد ولد عبد العزيز ومحمد ولد الغزواني. اللذين قال إنه عينهما في مناصب سامية لثقته فيهما، حيث ان الأول قائد أركان رئاسة الجمهورية والثاني قائد أركان الجيش.


ومن الغريب أنه في ذات الحوار نفى ولد الشيخ عبد الله أن يكون آلة في يد الجيش كما يشاع في الشارع المحلي، وقال متهكماً أنه يسمع هذه الأقاويل من خلال الصحف. وهو ما يكشف التناقض الكبير في تصريحات الرئيس الموريتاني الذي طلب من قناة الجزيرة أن تعد اللقاء معه أثناء وجوده في أسبانيا، مما أعطى انطباعاً خاطئاً لمتتبعي الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ أشهر مفاده أن الرئيس سيطلق تصريحات جديدة وهامة لا تسمح له الظروف الحالية بإعلانها من نواكشوط. كما أن موضوع تهديده بحل الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ جاء في سياق جملة شرطية تحتمل أكثر من تأويل، حيث قال أن البرلمان إذا تحول إلى معيق للبرامج الحكومية التي يسعى لتنفيذها فمن "المحتمل" أن يلجأ الرئيس لكل الخيارات الدستورية المتاحة والتي منها حل البرلمان، حيث أن الدستور الموريتاني نسخة معدلة من الدستور الفرنسي في فترة ديغول والذي يعطي صلاحيات كبيرة لرئيس الجمهورية.


ومن الطريف أنه تسري نكتة في الشارع المحلي تقول إن تهديد الرئيس بحل البرلمان لا يختلف عن ما أعلنه في خطابه الأخير للأمة والذي سبق إعلان الحكومة الجديدة، حين شدد على أن الحكومة لن تقال، وهدد البرلمانيين المطالبين بذلك بالتسريح. ولكن الحكومة أقيلت والنواب خرجوا منتصرين.





كما دافع ولد الشيخ عبد الله عن الهيئة الخيرية التي تديرها حرمه ختو بنت البخاري، التي أطلقت ألفاظاً نابية بشكل فج أثناء مؤتمر للجالية الموريتانية في مدريد بحق بعض الشيوخ والنواب المطالبين بالتحقيق في مصادر تمويل هيئتها، ولم يذكر الرئيس مصادر تمويل الهيئة المثيرة للجدل مكتفياً بالقول إنه هو شخصيا يتبرع لها دائما بربع راتبه الشهري!!.


وبخصوص علاقات موريتانيا بإسرائيل – والتي كان إنهائها من ضمن تعهداته الانتخابية - رفض ولد الشيخ عبد الله تحديد موعد للبت في مصير هذه العلاقات قائلا إنه مسئول عن مصالح الشعب الموريتاني، الذي اعترف بأن أكثريته تطالب بقطعها، ولكنه قال إن هذه الأكثرية لا تدرك حقيقة الأوضاع الدولية ومصالح البلد. معتبراً أنه أدرى بمصلحة البلاد من هذه الأكثرية!!

المواطن الموريتاني المسكين - الذي يتضور جوعاً - زادته تصريحات الرئيس يقيناً بأن بلاده اليوم كالسفينة التي تتقاذفها الأمواج العاتية بلا ربان. بل هي أشبه ما تكون برقعة الشطرنج التي تتداولها أيدي من لا يجيدون التعامل مع أساسيات اللعبة، فتارة تجد الملك مهدداً من البيادق، وتارة نرى الملكة تعيث فساداً بالمكان، والأمر الذي لم يعد خافياً أن اللاعب الأساسي الذي يحرك كل هذه الأجسام موجود في مكان ما، وسيظهر قريباً، ربما أقرب مما يتصور الجميع.

0 التعليقات :

تصميم وتطوير منتديات سامي