يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المديح النبوي..موروث شعبي أصيل

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات


ظلت المدائح النبوية التي تعدد شمائل وصفات النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وتحكي سيرته وسير أصحابه ركناً ركيناً من الموروث الشعبي الموريتاني منذ القدم. وما تزال حتى اليوم تلقى قبولاً من المستمعين والمهتمين بالفلكلور المحلي.



وخلافاً للحال في أغلب البلدان المغاربية المجاورة التي ورثت الموشحات والترانيم الدينية الأندلسية وأضافت عليها لمسة محلية خاصة من خلال اختلاف اللهجات والموسيقى لكل بلد، احتفظ المديح النبوي في موريتانيا بطابعه التقليدي الذي يمكن أن يوصف بأنه تمازج بين الموسيقى الإفريقية والإنشاد العربي، حيث أن المديح النبوي الموريتاني يعتمد على ضرب الطبل والإنشاد الفردي للمغني الذي يعرف محلياً بالمداح، بمرافقة كورس يقوم بالتصفيق وترديد نهج النشيدة ويطلق عليهم "الشدَّادة".


وتقام حلقات المديح النبوي في الغالب ليلاً ويفضل أن تكون ليلة الجمعة، ويتنادى إليها أهالي القرية للاستماع للمداح الذي يتنقل بين الأناشيد المختلفة المعروفة بـ"الأشوار" أو "لكرز" وفقاً لسلم موسيقي محلي يراعيه المنشد الذي غالياً ما يكون هو ذاته ضابط الإيقاع على الطبل.
و يعتمد المديح النبوي الموريتاني قصائد معروفة ومنظومة باللهجة الحسانية المحلية، تستند على سرد قصصي للسيرة النبوية وغزوات المسلمين في فجر الإسلام، كما تتطرق للمعجزات التي نقلتها كتب السير. وإن كانت أغلب هذه القصص معروفة تاريخياً إلا أنها لا تخلو من زيادات لا يوجد لها سند في كتب التاريخ، بل تحمل هذه "الأشوار" أحياناً قصصاً خرافية لا يستوعبها العقل، كما أن إسقاطات الثقافة التقليدية تترك طابعاً واضحاً على هذه القصص يخل في الغالب بالمعنى الحقيقي للرواية الأصلية.


ورغم بعض المحاولات الخجولة من طرف الهيئات الثقافية المعنية لتطوير هذا الفن وإضافة لمسات تحديث له لاستقطاب الأجيال الشابة، من خلال إقامة مهرجانات وأمسيات بين الحين والآخر، ما يزال المديح النبوي في موريتانيا محتفظاً بذات النمط التقليدي الأصيل، كما أنه مازال مركزاً في فئة اجتماعية معينة امتهنته منذ القدم، ولم يشهد أي تطور يذكر إن أغفلنا محاولة إدخال آلات موسيقية حديثة عليه كالجيتار والبيانو، أو محاولة ابتداع قصائد ومواويل مبتكرة لم تلقى القبول لدى الجمهور.

0 التعليقات :

تصميم وتطوير منتديات سامي