يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الشيخ.. والثور الأحمر

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات





ظلت الدعايات الإعلانية الموجهة للمستهلكين عبر التلفزيونات تركز على تعداد خصائص المنتج ومقارنته بأمثاله في السوق من حيث عدة محاور ككفاءته وثمنه وحتى في بعض الأحيان شكله الخارجي الجذاب.

إلا انه لوحظ مؤخراً أن ما اصطلح على تسميته بمشروبات الطاقة – وهي معلبات ظهرت مؤخراً بشكل لافت – ابتدعت خطاً إشهارياً جديداً لا يقدم حقائق ومزايا تثبت القيمة الغذائية لهذه المشروبات بل يركز على تقديم هذه المشروبات المجهولة المحتوى والمكونات على أنها منتج سحري يعطي لشاربه قوة خارقة وطاقة زائدة توصله إلى حد الطيران كما في أحد الإعلانات.!!

وفي إعلان آخر يقدم مشروب الطاقة (..) على أنه مفيد للصحة ويمنح قوة غريبة تشعر متناوله بالسعادة الغامرة هذا بالإضافة إلى إيحاءات جنسية واضحة تظهر خلال الدعاية، التي يتحول في نهايتها شيخ مسن إلى شاب مفتول العضلات بمجرد فتحه للعلبة!!

وأياً تكن المآخذ على هذه الطريقة المبتذلة في ترويج منتجات لا تعدو كونها مرطبات غازية - في أحسن الأحوال – تبقى المسألة الأهم أننا لا نعرف بالتحديد ما هي المكونات التي تدخل في تركيب هذه المواد التي ليست بعصائر طبيعية منتجة من فواكه أو نباتات معروفة، وكل ما يكتب عليها عبارة عن اختصارات كيميائية ونسب معيارية لا يعرفها سوى الراسخون في علم الكيمياء العضوية.


وفي فتوى أخيرة أعلن الشيخ يوسف القرضاوي بأن وجود نسبة خمسة في الألف من الكحول الناتج عن التخمر الذاتي المكتشف في أحد أنواع هذه المشروبات المثيرة للجدل لا يؤثر شرعاً ولا عبرة بهذه النسبة في التحريم لأنها غير مسكرة. ومع ما أثارته هذه الفتوى من لغط كبير حول الموضوع وما كتب عنها في الكثير من الصحف والمنتديات لم يتطرق أي من هؤلاء الكتاب والمهتمين إلى البحث في إمكانية وجود مكونات أخرى مضرة بالصحة وركزت كل المقالات على موضوع ضيق يتمحور حول تأييد أو معارضة هذه الفتوى مع العلم أن المنتج الذي ثبت احتوائه على هذه النسبة من الكحول هو اسم تجاري واحد بين مئات المشروبات المماثلة التي غزت الأسواق.

فتوخى الحذر عزيزي القارئ مستقبلاً قبل أن تدفعك الرغبة الممزوجة بالفضول إلى شرب "الثور الأحمر" الذي قد يعطيك "جوانح" لتحلق عالياً لكنه لا يضمن لك الهبوط بسلام.

0 التعليقات :

تصميم وتطوير منتديات سامي