يتم التشغيل بواسطة Blogger.

' البداع " النسخة الموريتانية عن ' شاعر المليون "

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 1 التعليقات



منذ أن انطلقت موجة برامج المسابقات الشعرية التلفزيونية المعتمدة على تصويت المشاهدين بالرسائل النصيةوهي تثير الكثير من الآراء المتناقضة بين مؤيد ومعارض، فالبعض يرى بأنها فكرة رائعة حرية بالتنويه والمساندة لأنها تهدف لإعادة الاعتبار للموروث الأدبي العربي الذي كاد يندثر أمام هجمة التغريب والعولمة الثقافية. ورأي مناقض له يرى فيها محاولة من أصحاب المحطات التلفزيونية لتحصيل أرباح مالية على حساب ثقافتنا الشعرية التي أوشكت على الإندثار، ولا يجدون فيها فرقاً عن برامج تلفزيون الواقع الشبابية التي تقدمها بعض المحطات التي هي عبارة عن نسخ مقلدة لبرامج مماثلة في أوروبا وأميركا..


من أهم هذه البرامج أمير الشعراء الذي لاقى قبولاً كبيراً ونسبة مشاهدة عالية في كل المنطقة العربية، واستمرت تصفيات المتسابقين وحلقات البرنامج لعدة أشهر أنفقت خلالها الجهة المنتجة ملايين الدولارات مابين ديكورات وحفلات مسرح وتذاكر سفر وإقامة للشعراء المشاركين الذين وصل عددهم في التصفيات المبدئية لمئات الشعراء. لكن هذه المصاريف الكبيرة لم تمنع المنتجين من تحصيل أرباح خيالية بفضل تصويت المشاهدين الجنوني الذي فاق التوقعات وعجزت شركات الإتصالات التي جندت له كافة طاقاتها عن إستيعابه. ذات الجهة المنتجة تقوم بإعداد برنامج شاعر المليون الذي يختص بالشعر النبطي وموجه بالأساس لشعراء الخليج العربي، وهو لايقل شأناً وكلفة إنتاجية عن أمير الشعراء، وقد أثار فوز شاعر قطري ببيرق شاعر المليون للمرة الثانية على التوالي لغطاً كبيراً وتخوفاً حول البرنامج ومستقبله، بعد أن دعت جهات سعودية لمقاطعته على إعتبار أن القائمين عليه متحيزون لطرف دون آخر.



هذه الأرباح التي جناها منتجو شاعر المليون وأمير الشعراء أسالت لعاب محطات تلفزيون أخرى لإستحداث برامج مماثلة فسمعنا عن شاعر العرب والديوان، بل رأينا عدة قنوات فضائية جديدة مخصصة للشعر فصيحه وشعبيه.

التلفزيون الموريتاني - وإن كان ركب الموجة متأخراً كعادته - أطلق برنامج (البداع) وهو مسابقة تلفزيونية للشعر المحلي باللهجة الحسانية المعروف بـ (لغنى)، أستبق المعدون للبرنامج حلقاته بحملة دعائية كبيرة إستمرت لعدة أيام وخصص جوائز مالية وعينية للفائزين. أولى حلقات (البداع) صدمت من كانوا يتوقعون رؤية برنامج مسابقات جيد الإعداد والتنفيذ تبعاً للهالة الإعلامية الكبيرة التي سبقته، فبغض النظر عن الهفوات الإخراجية الكبيرة التي أدت الى إنقطاع بث البرنامج عدة مرات خلال الحلقة، كان إختيار أعضاء لجنة التحكيم والنصوص الشعرية التي عرضها المتسابقون ينم عن عشوائية في الإعداد.



ومن أهم المآخذ التي سجلت على اللجنة إطراء أعضائها الغير مبرر لبعض الشعراء مما يؤثر سلباً على حيادها المطلوب، كما أن تعليقاتهم على النصوص المقدمة تراوح بين كيل كلمات المديح المبالغ فيها تارة، وتوجيه عبارات النقد التهكمية تارة أخرى. وقد تبين من خلال الحلقات القليلة التي عرضت حتى الأن من البرنامج أنه لايختلف عن ما سبقه من مسابقات شعرية أقرب للبرامج الإستعراضية منها للبرامج الثقافية، والهدف الأساس هو بحث شركات الإتصالات عن طريقة جديدة تكفل إجتذاب ماتبقى من أواقٍ في جيب المواطن المسكين، الذي يتصل عدة مرات - بدافع الحمية والتعصب أساساً - ليصوت لشاعره المفضل.

1 التعليقات :

غير معرف يقول...

merci pour cette website intéréssante
j'ai l'honneur de te féliciter

Mohamed Ould ELHACEN
ISTNBUL - TURQUIE

ouldbeddy@gmail.com

تصميم وتطوير منتديات سامي